ها انا على عتبات بابك وقد رسا العقرب الأطول على الدرجة العاشرة بينما بقي العقرب الأصغر يجر جسده المنهك عند الشحطة الثالثة العريضة ولم يعد في الانس والجن من يسترق السمع فقد صاروا في عليين.
طرقت بابك حتى كللت ,,,,ولم تفتح لي (وهذا مجاز)فلست بحاجة لتفتح بابا كي أراك فأنت لا تملك جسداً حتى أو لك أيو ماهية فيزيائية .
تعودت ان اطرق بابك في مثل هذه الساعة وفي ذلك الموضع تماماً للعقربين الصغير والكبير..وأجدك بانتظاري وعلى شوق لأن تلقاني وربما بشوق أكبر من شوقي لرؤيتك ...
ربما كي تفرغ جعبتك الملأى من موجودات تلك الغرفة المظلمة في جب قلبي العطش دوماً حقيبتك الملأى بما نعجز نحن البشر حتى ان نفكر به من حيث المبدأ من اي الكواكب أو أي الأكوان أنت لطالما أعجبت بمهاراتك وأفكارك .
كل ما اعرفه أنك تزورني أو ازورك وكل ذلك مجازي طبعاً فتسكب في قلبي تلك الحمآت المشتعلة فيسخن ويتوقد ويتمدد ما يجعله يتقيأ كلمات جارحة حارقة للأفئدة .
ربما كانت تلك العلاقة مبنية على مصلحة شخصية من قبلك فقد كنت تستخدم قلبي كأداة لصنع ذاتك ,,نعم لقد كنت تجد نفسك من خلالي وتفاخر أقرانك من بني بجدتك بصنيعك ولست أدعي أنني كنت بريئا من التفكير المصلحي ولكن تلك العلاقة أضرت بي أكثر مما أفادت ....
ما علينا .....ولنترك العتاب جانباً....المهم ....أين أنت ...لقد اشتقت اليك ...لقد ظننت أن بإمكاني العيش بدونك ...وبنيت العلاقات وتظاهرت بأني لا أختلف عن أقراني بشيء فتزوجت وأقمت العلاقات والصداقات كأي بشري آخر ...وتلقيت الطعنات تلو الطعنات ..وصبرت الصبر الذي لا أسميه إلا مكابرة على فكرة أو حقيقة واحدة...
هو أنني ظننت أن بإمكاني العيش من دونك ....
لم أستطع ....
أفتقدك كثيراً ..
ويسوءني جداً أن آتي إلى مكان لقائي معك وعلى الموعد الذي طالما التقينا به ...فلم أجدك
هل مللت انتظاري فألقيت بلواعجك على كاهل معذب آخر شقي من بني بجدتي ..
لا تفعل بحق الله ...بحق من تحب ...أريدك معي...
ربما تظن أنني هجرتك أو أنني نسيتك في الأعوام القليلة الماضية ...والله معك حق فما أنا بالصاحب المخلص ولست بالصديق الجيد ..
ولكن إن كنت في مكان قريب وإن كنت تسمع نجواي إليك فتعال إلي ....سأجلس على عتبة بابك حتى الصباح سأنتظرك ...وأنتظرك ربما تكون في الداخل...ولا تفتح لي الباب كنوع من العتاب على هجري لك ....وها أنا أقول لك: سأبقى هنا على عتبة بابك كنوع من التكفير عن الذنب الذي ارتكبته بحق صداقتنا
أيها الصاحب: لا أخفيك سراً لقد مرت علي بعض السنوات كرهتك فيها وأني ظننت أني كرهتك فيها هل تدري لماذا ...فقد صدقتك بكل ما تحمل كلمة الصداقة من معنى ...لزمتك دائماً على السراء والضراء لا بل على الضراء والضراء بل أنت الذي لزمتني لأن الضراء كانت ملازمة لي ولا أدري من سبق الآخر منكما علي وقد ظننت في لحظة ما ولا أخفيك يا صاح أنك وراء الضراء الدائمة التي كانت تحل بي...
لزمتك ملازمة ربما أنستني أنني مختلف معك بل عنك بل نحن مختلفان بالمطلق فأنا إنسان أمتلك جسدا ذا طول وعرض وله ظل ظليل تحت الشمس أما أنت فما انت ومن يعلم ماهيتك ..
على فكرة : أنت تعرف عني كل شيء ....وأنا لا أعرف أي شيء عنك أيها السر الأكبر في حياتي .
بصحبتي لك ملئت اعتزازاً بنفسي وملأ الناس حولي استغراباً وهزءاً وربما إعجاباً كل ذلك أضر بي يا صديقي .
ومع ذلك لم يخطر ببالي يوماً أن أسألك عن نفسك هل تدري لماذا يا صاح وأرجو أن تكون قريبا -عفوا أو بعيدا حتى فلا مسافات لديك -كي تسمعني لقد نسيت أنك تسمعني دائما في القرب أو في البعد سواء كنت موجوداً أو غير موجود ..
هل تذكر كم سخرت مني عندما حاولت أن أخفي عنك سراً وحاولت ان تجعلني أخبرك بهذا السر موهماً إياي أنك لا تعرفه ....ثم أخبرتني أنت بتفاصيل ربما لا أعرفها أنا عن نفسي ..
كم أنا معجب بك ....ربما تعلمت منك بعض مهاراتك وأحببت ذلك ..
ربما تقول لي أنه لا إنسان يتحمل سراً في جوفه
لا بد أن يفضحه يوماً ما ...ولكن الأمر مختلف هنا يا صاح فأنا لن أفضح سري معك
هل تدري لماذا ؟ بل بالتأكيد تدري
لأن أحداً لن يصدق أي كلمة من كلامي إن تحدثت عنك وعن علاقتي بك وعن زيارتي لك وزيارتك لي في جوف الليالي وجلساتنا ولهونا ومرحنا وحزننا وغمنا والذي كان يأخذخ منا الساعات الطوال حيث كنا نتبادل الأحزان فتتحدث لي عن أحزانك وأتحدث لك عن أحزاني وهكذا حتى ينسل أول خيط من خيوط الشمس فنتودع وداع الأحبة منتظرين ومشتاقين لليل آخر نلتقي به في ذات الميعاد .
أريد أن أسألك هل أثرت فيك كما أثرت بي؟
هل تشتاق إلي كما أشتاق إليك ؟
ألم ينته الحصار بعد
أرجوك زرني
سأبقى بانتظارك
وأرجو أن أكون نائماً فيزعجني حلم فأستيقظ أو لا أستيقظ فأجدك أمامي ...ستكون مفاجأة كبرى لي ...
سأنتظرك كل ليلة..
سأنتظرك
ملاحظة (زرتك في الساعة الثالثة وعشر دقائق صباحاً وطرقت الباب كثيراً وانتظرت كثيراً ولم تأت ..
.....................................................صاحبك المخلص
أحمد صباح